اسلام سالم المدير العام لمنتدى شباب بيت لحم((Admin))
الاعلام:
الابراج : عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 32 الموقع : منتدى شباب بيت لحم المزاج : رايق
| موضوع: قصة قصيرة عن الراديو ومراحل تطورة ونظرة الدول لهذا الاختراع المبهر الجمعة أكتوبر 29, 2010 9:42 pm | |
| كان اختراع الراديو نقطة التحول الكبرى في تاريخ الحرب الإعلامية. ويعود الفضل الأكبر في اختراع الراديو الى جوجليلمو ماركوني (Guglielme Marconi) الذي اهتم بنظريات الألماني هنريك هيرتز (H.Hertz) واقتنع بإمكانية تحقيق الاتصال دون حاجة إلى تواصل سلكي. وبعد نجاح تجاربه الأولية في إيطاليا سافر إلى بريطانيا ونجح في إقناع إدارة البريد في تمويل أبحاثه وفي 2 يونيو 1896م سجل ماركوني اختراعه (المبرقة اللاسلكية) (Wireless Telegraph) الذي وجد تطبيقات عملية هامة في ربط الجزر البريطانية وكذلك السفن بوسيلة اتصال فورية. ولم يبدأ القرن العشرون إلا وقد تمكن ماركوني من تحقيق الاتصال اللاسلكي عبر المحيط الأطلسي وربط أوروبا بالعالم الجديد بوسيلة الاتصال البرقي وقد تم ذلك الحدث الهام في شهر ديسمبر من عام 1901م. ولكن ماركوني لم ينجح حتى ذلك الحين في إرسال الصوت وإنما فقط إشارات ورموز مورس المؤلفة من صفير متقطع يتضمن نقاطاً وشرطات يمكن تحويلها إلى حروف. فقط عندما اخترع (فليمنغ وري فورست) الصمام المفرغ في عام 1904م أصبح إرسال الصوت لاسلكيا أمرا في متناول المخترعين. وهكذا تمكن أستاذ جامعي أمريكي هو (ريجنالد فسندن R.Fessenden) بتمويل من بعض المستثمرين المحليين من بث الموسيقى إلى بعض السفن في ليلة عيد الميلاد عام 1906م واعتبارا من ذلك التاريخ بدأ السباق لتطوير الراديو وكان من أبرز المحفزات على تطويره اهتمام الحكومات بإمكانيات استخدام الراديو في الاتصال خلال التوتر السياسي الذي سبق الحرب العالمية الأولى، إذ لم يأت عام 1910م إلا وقد كان هناك عدد من المحطات الإذاعية البدائية في كل من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة. وكان جهاز استقبال تلك المحطات (المذياع) جهازاً مكلفا غالي الثمن ولا يقدر على امتلاكه إلا الأثرياء، كما أن فترات البث الاذاعي لا تتجاوز الساعتين أو الثلاث إضافة إلى أن مقدرة البطاريات الكهربائية التي تعمل عليها أجهزة الاستقبال كانت محدودة بساعات قليلة تحتاج بعدها إلى إعادة شحن لدى محلات تجارية متخصصة في هذا العمل. ولذلك فإن الراديو قبل الحرب العالمية الأولى كان في متناول النخبة وعليه القوم فقط. وخلال الحرب العالمية الأولى لم يستخدم الراديو (الذي كان محدود الانتشار جدا خلال الحرب) إلا في عمليات التجسس والتخابر، وإيصال الأخبار إلى الدول المحايدة وكبريات الصحف التي كان لديها أجهزة استقبال وكذلك إرسال برامج التسلية وإهداء التحايا إلى هواة الاتصال اللاسلكي الذين بدأوا في ذلك الوقت في تكوين النوادي التي يشترك أعضاؤها في شراء جهاز (راديو) لالتقاط الإذاعات القليلة المعدودة التي تصل إليهم والاستماع إليها جماعيا ومراسلتها وتتبع تطور هذه الآلة العجيبة المبهرة. والحقيقة هي أن الدول الكبرى آنذاك قررت الاعتماد على التخاطب اللاسلكي (الراديو) كبديل لوسائل الاتصال السلكي (البرقي من خلال الخطوط المحدودة) فيما لو تعرضت شبكة الاتصالات السلكية للتخريب أو وقعت في يد الأعداء وخصوصا الكابلات البحرية التي تربط بريطانيا بأمريكا وأوروبا عموما بالمستعمرات في أفريقيا والهند. ولذلك لجأت الحكومات إلى منع الهواة من استخدام الموجات الطويلة والمتوسطة وتخصيصها للاحتياجات الحكومية. وخصصت للهواة موجات وترددات غير معمول بها وهامشية هي الموجات القصيرة. ولكن مثابرة الهواة على اقتحام عالم الاتصال اللاسلكي أثمر عن اكتشاف المزايا العظيمة للموجات القصيرة.. ومع كل نجاح للهواة في حيز معين كانوا يبدأون المحاولة للاتصال على موجة أقصر إلى أن تمكنت مجموعتان من الهواة في فرنسا والولايات المتحدة من تحقيق اتصال معقول الوضوح بين شاطئي الأطلنطي على موجة طولها 100متر في عام 1923م وكان ذلك فتحا عظيما في تاريخ الاتصالات اللاسلكية إذ أثبت أن الاتصال بالراديو بين آلاف الأميال أمر ممكن ويحتاج إلى تطوير فقط(1). الراديو سلاحاً إعلامياً أظهرت الاستخدامات المحدودة لمحطات الراديو قبل الحرب العالمية الأولى وخلالها عدداً من المزايا الهامة لهذا الجهاز، أولها: السرعة الفائقة بل الفورية في إيصال المعلومات، وثانيها: سهولة الالتقاط والانتشار إذ لا يحتاج المستقبل إلى معرفة رموز المورس أو أية مهارات خاصة لاستلام الرسائل الموجهة إليه، وإمكانية مخاطبة الجماهير من خلالها بلغاتها ومستوياتها الفكرية بل حتى بلهجاتها المحلية المتميزة. وثالثها: التعلق المتنامي للناس في مختلف أنحاء العالم بهذا الجهاز الجديد وإقبالهم على شرائه والتفافهم حوله ساعات طويلة بهدف التسلية. ورابعها: قدرته على تخطي الحدود والعوائق، الأمر الذي كانت الصحف والمجلات والكتب تجد صعوبة في تحقيقه، والخامسة: تدني تكلفة الاتصال وإيصال الرسائل من خلاله مقارنة بالصحف والمبرقات إذ إن رسالة موجهة عبر الراديو تصل إلى ملايين البشر بتكلفة إنتاج كتاب واحد أو إرسال برقية واحدة. وهكذا أدركت الحكومات الأوروبية على وجه الخصوص أن هذا الاختراع الجديد سيكون له شأن خطير في أعمال الدعاية التجارية والسياسية في أوقات السلم، وأنه يجب التخطيط لاستخدامه كسلاح مساند في الصراعات العسكرية أثناء الحروب من خلال أعمال الدعاية المكثفة داخلياً وخارجياً، ولغايات دفاعية تتعلق بالمواطنين، وهجومية فيما يخص جماهير العدو، وإسنادية فيما يتعلق بالسباق على كسب تأييد المحايدين وتقوية مناصرة الحلفاء. كذلك وجدت فيه بريطانيا على وجه الخصوص أداة خطيرة لنشر ثقافتها وآرائها السياسية وغرس ما تريده من أفكار في نفوس وعقول مواطني المستعمرات البريطانية ومخاطبتهم مباشرة بلغاتهم ولهجاتهم المحلية دونما حاجة إلى وسيط محلي. ولذا عمدت بريطانيا إلى تأسيس هيئة الإذاعة البريطانية في عام 1922م واضعة في اعتبارها أنها وسيلة المستقبل في الدعاية السياسية، إذ إن العامة بطبيعتهم يميلون إلى الكلمة المسموعة ويفضلونها على المكتوبة باعتبار أن مخاطبة القلوب من خلال الصوت أنجح عاطفياً من مخاطبة العقول بالكلمة المكتوبة، وأن الحديث البسيط إلى الجماهير الجاهلة وغير المتعلمة سيكون أشمل انتشاراً وأعمق مردوداً من التعاميم الإدارية والسياسية التي تصدرها الإدارات المحلية. وبعد أن أحست الدول الأوروبية بدور الإذاعات في الدعاية السياسية، من خلال الرسائل البريدية التي كانت ترد إلى محطات الإذاعة من المستمعين في مختلف أنحاء العالم حاملة عبارات الاهتمام وبعض الآراء والمناقشات لما تتضمنه البرامج الإذاعية، بادرت ألمانيا إلى تأسيس إذاعتها الوطنية في عام 1929م، لكن برامجها لم تنتظم إلا في عام 1933م. أما الولايات المتحدة فقد تأسس فيها عدد من المحطات الإذاعية التجارية الهادفة إلى تقديم الخدمات الإعلانية والترفيهية بهدف الربح التجاري، ولكن الحكومة سرعان ما أحست بخطورتها فأصدرت أنظمة تحدد أساليب استخدام الإذاعات وربطت السماح بالبث الإذاعي مرتهنا بترخيص حكومي، ولم تعمد إلى تأسيس إذاعة عالمية لمخاطبة الرأي العام إلا في عام 1942م بعد دخولها الحرب العالمية الثانية التي كانت نقطة الانطلاقة الرئيسية لوسائل الحرب الإعلامية في الولايات المتحدة. أما روسيا فقد كان لها إذاعة روسية تلتقط في أوروبا منذ عام 1917م إلا أنها لم تبدأ الإرسال باللغات الأجنبية إلى أوروبا إلا في عام 1929م. وفي ذلك العام أيضا بدأت هولندا الإرسال الإذاعي إلى مستعمراتها من خلال محطات محلية متوسطة. وفي عام 1931م بدأت فرنسا بثاً إذاعيا منتظما إلى مستعمراتها الآسيوية والإفريقية. وقام الفرنسيون بمراعاة التوقيت المحلي المناسب للمستعمرات كما بدأوا في الإرسال باللغات المحلية لتلك المستعمرات إلى جانب اللغة الفرنسية، تعميماً لمضمون الرسائل الاستعمارية بحيث تصل إلى النخبة المثقفة وكذلك إلى السواد الأعظم من رعايا المستعمرات، فأنشأت إذاعة موجهة إلى المستعمرات البلجيكية في عام 1943م. وأخيراً بدأت الإذاعة الإيطالية من (باري) بثاً إلى الشرق الأوسط باللغة العربية. ومع انتشار تلك الإذاعات ظهر مصطلح (حرب الأثير) و (الحروب الإذاعية) خصوصا بين المحطات الألمانية والإيطالية والمحطة البريطانية التي عرفت باسم الإذاعة الإمبراطورية The Empire Service)). وأمام شعبية المحطة الإيطالية الناطقة بالعربية التي كانت تذيع برامجها على موجة طولها 31.31 اضطرت بريطانيا إلى إحداث محطة ناطقة باللغة العربية وبدأت في البث عام 1938م على الموجة 32.31 مترا فقامت المحطة الإيطالية بتوزيع أجهزة الاستقبال مجانا على المقاهي ونوادي الاستماع وقامت بدعوة الفنانين والممثلين العرب لزيارة استوديوهاتها وعمل تسجيلات خاصة بها كما كانت تستميل المسلمين بإطلاق شعارات مثل (موسوليني حامي حمى الإسلام)(2). ومن الواضح أن هدف تلك الإذاعات الموجهة لم يكن الترفيه عن شعوب المستعمرات ورفع مستواهم الثقافي، لكنه كان ترسيخ النظام الاستعماري ومساندة مشاريع ربط المستعمرات بالدول المستعمرة اقتصاديا وثقافيا، والسعي بكل الوسائل إلى أن تكون الدول المستعمرة هي المصدر الوحيد للمعلومات لتلك الشعوب المستعمرة وإبعاد شبح المؤثرات الخارجية ومحاربة الدعوات الوطنية للتحرر وتزيين استمرار العلاقات الاستعمارية بأشكال وأسماء جديدة مختلفة تتناسب مع حجم المقاومة الداخلية والتحديات الخارجية. وهكذا أصبحت أجهزة الراديو في المستعمرات أسلحة خطيرة تقارب في خطورتها البندقية التي يحملها المنادون بالاستقلال. وضاعف من خطورة جهاز الراديو أن المستمع أخذ يتعلق بالبرامج الترفيهية التي كانت تصل إليه من خلاله، وأصبح الاستماع إلى برامج الراديو جزءا رئيسيا من برنامج الحياة اليومية للأسر الأوروبية من الطبقة المتوسطة فأعلى، أما في المستعمرات الآسيوية وأمريكا اللاتينية فقد كان امتلاك جهاز راديو مفخرة يعلن عنها صاحب المنزل، بوضع ذلك الجهاز في مكان متميز في منزله، ويدعو أصدقاءه ومعارفه للاستماع إليه والاستفادة من معطياته الترفيهية والإخبارية والثقافية. وشيئا فشيئا مع اندلاع الحرب العالمية الثانية كان الراديو الوسيلة الأكثر متابعة لمعرفة الأخبار، والأكبر تأثيرا في معنويات الناس بما يذيعه عليهم من أخبار وتحقيقات وتحليلات، ولذلك خططت الدول المتصارعة للاستفادة من هذه الشعبية المتنامية لذلك الجهاز في التأثير في معنويات أعدائها من خلال الإذاعات الموجهة. وقد بلغ من تأثير الإذاعات الإعلامية الموجهة في الحرب الشعوب الأوروبية خلال الحرب، أن بريطانيا(بكل ما تفخر به من قيم ديموقراطية عريقة وتقديس للحرية الشخصية) أصدرت قوانين تمنع الشعب البريطاني من الاستماع إلى محطة الإذاعة الألمانية، كما جعلت ألمانيا النازية الإعدام عقوبة لمن يستمع للإذاعة البريطانية أو يردد علنا ما تذيعه. ومن إيجابيات الراديو أنه أعاد إلى الخطابة مكانتها في الحرب الإعلامية، فبعد أن فقدت الخطابة مركز الصدارة في الحرب الإعلامية كوسيلة لحث الهمم واستنفار الطاقات وإلهاب مشاعر المستمعين بسبب قلة الخطباء وقلة عدد المستمعين الذين يمكن أن تؤثر فيهم، قام الراديو بإتاحة الفرصة من جديد لتلك الفئة النادرة البارزة في هذا المجال الفريد في مجالات الأدب العالمي ألا وهي الخطابة، إذ أصبح الخطيب المؤثر ببلاغته وإلقائه وفصاحته ونبرات صوته ووضوح فكره وشجاعة مواقفه يستقطب اهتمام ملايين المستمعين ويؤثر في أفكارهم ومعنوياتهم وردود أفعالهم. وقد كان للخطابة السياسية التي مارسها كل من (أدولف هتلر) و (ونستون تشرشل) و(برونو موسوليني) والتي كانت تذاع للشعوب الأوربية من خلال الإذاعات الوطنية - دورها في إلهاب حماس الجماهير وتحفيزها للقتال تحت دوافع مختلفة، مثل رفع الظلم عن ألمانيا وإعطائها مكانتها التي تستحقها بين شعوب العالم، كما كانت الحالة في خطب (هتلر)، أو الدفاع عن النفس ومنع النازي من استعباد العالم والمحافظة على الأرث الإمبراطوري كما كان الحال مع (تشرشل) في كلماته للشعب البريطاني وشعوب (الكومنولث)، أو النهوض من كبوة التخلف واستعادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية وهيبة حضارتها وفرض إيطاليا كقوة رئيسية بين القوى الأوروبية الصاعدة كما كان يقول (موسوليني). تنظيم استخدام البث الإذاعي أدركت الحكومات المالكة للإذاعات أن هذا الجهاز الجديد لديه إمكانيات غير مسبوقة في التأثير على الأفكار داخليا وخارجيا وبالتالي فإن استخدامه بأسلوب عدائي قد يؤدي الى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والانتقاص من مقدرتها على التحكم في مسار الأمور داخل أراضيها، وتمت مناقشة ذلك في أعلى هيئة دولية معنية بتنظيم الشؤون العالمية آنذاك وهي عصبة الأمم. وبعد مداولات وجولات عديدة، تم في عام 1936م إقناع سبع وثلاثين دولة بالتوقيع على (المعاهدة الدولية لاستخدام الإذاعة لأغراض السلام) وحرمت هذه الاتفاقية المواد الإذاعية والبرامج التي تهدد الأمن الداخلي والاستقرار في الدول الأخرى، ودعت إلى عدم إذاعة البرامج والمواد التي تسبب الأزمات السياسية والإساءة إلى الحكومات الأخرى وتعكير صفو العلاقات القائمة بين الدول، إضافة إلى تحري الصدق والموضوعية في نقل الأخبار وبثها وخصوصا أثناء الأزمات الدولية والصراعات الثنائية. وكان هناك شبه اتفاق على أن تكون الإذاعات أداة للتعريف بالثقافة والحضارة والمنتجات الصناعية والاكتشافات العلمية ونقل الأخبار بصدق وموضوعية وتعزيز الوفاق والسلام الدوليين، ولا بأس بعد ذلك من أن تكون تلك الإذاعات وسيلة لشرح مواقف ووجهات نظر دولها إزاء المشاكل والقضايا العالمية. ولكن هذه الاتفاقية لم يكتب لها أن تعمر كثيرا، فمع هبوب عواصف الحرب العالمية الثانية كانت تلك الاتفاقية أول ما عصفت به رياح الحرب وقامت الإذاعات بممارسة كل ما هو محرم عليها واستخدمت بشكل فعلي كأداة للتحريض وإثارة الفتن وتعكير العلاقات الدولية وصناعة (فبركة) الأخبار وترويج الأكاذيب تحت أسماء مختلفة، منها: (الخداع السياسي) و(الحرب النفسية)، و(الخداع العسكري) و(الصراع العقائدي)... ملحوظة : هذا المقال منقول من مصدر اخر وليس من عندي وهذا للامانة وما اردت من نشر هذا المقال الا الافادة لنا حمبعا مهندس:احمدسعيد عباس مصلح | |
|